صوت القلم / د. معاوية عبيد
العاملون بزكاة الجزيرة يجسدون اسمي معاني الوفاء لأهل العطاء
إن أعصابنا مصنوعه بطريقة خاصة ، تحس بلحظات الانتقال و لا تحس بالاستمرار ، حينما تفتح الشباك فجأة تسمع دوشة الشارع تملاء أذنيك ،ثم تخف الدوشة شيئا فشيئا حينما يستمر صخبها فى أذنك ، و حينما تنظر للشمس لأول مرة تغشى عينيك و لكنك حينما تتعود عليها تبحلق فيها دون أن تتأثر ،
و حينما تعيش متمتعا بصحة مستمرة لا تحس بهذه الصحة ، و لا تتذكرها إلا حينما تمرض ،و حينما تدخل السجن تفقد وزنك فى الشهور الأولى ، لأنك تحس بالفارق بين هواء الحرية و هواء الزنزانة ،ثم تتعود على الزنزانة فتفقد إحساسك بضيقها ،و تبدأ تأكل بشهية و تسمن ، إن الدوام قاتل الشعور ، لأن أعصابنا عاجزة بطبيعتها عن الاحساس بالمنبهات التى تدوم ، نحن مصنعون من الفناء ، و لا ندرك الأشياء إلا فى لحظة فنائها ، نشعر بثروتنا حينما تفر من يدنا ،و نشعر بصحتنا حينما نخسرها ، و نشعر بحبنا حينما نفقده ، فإذا دام شىء فى يدنا فإننا نفقد الاحساس به ، وسط اناشيد الحماس وصدق الاحساس والانتماء الصادق للوطن وحب الوطنية ، دموع تقاطرت فرحة باللقاء وسنين عمر وعمل كانت عامرة بالعطاء قضاها زملاء مهنة مع بعضهم مع البعض في بيتهم الكبير ديوان الزكاة نظم العاملين عليها بديوان الزكاة ولاية الجزيرة برنامج احتفائي تكريماً وعرفاناً لزملاء أفنوا زهرة شبابهم بتلك المؤسسة المعطاءة زملاء ترجلوا عن العمل وما زال الاحساس و صدق الانتماء لهذه المؤسسة التي جاؤوا إليها رغبة لأنها شعيرة ولاخوة رافقوهم هذا الدرب الطويل حتي اصبحت منارة سامقة تهز عنان السماء ، جاء البرنامج تحت شعار ( الوفاء لأهل العطاء ) وفعلا كان وفاء من منظمي الحفل وكان عطاء لم ينضب من المحتفي بهم ، هكذا هم أهل الجزيرة رغم الصعاب والمحن و رغم المصاب و تقلبات الزمن إلا أنهم ما زالوا معدن لا يصدأ ولوزة قطن بيضاء لا تحمل حقداً ولا يغير لونها غبار الزمن ، رغم ما تمر به الجزيرة و إنسانها من حرب دمرت الأخضر واليابس ، إلا أن كرم اهلها الفياض ما زال يقطر حباً ودموعا، فجاء برنامج الوفاء لأهل العطاء يحمل لوحة شرف رسمت علي مدخل حاضرتها ( ابتسم أنت في ود مدني ) فكانت الابتسامة حاضرة و كانت الدموع تغطيها الفرحة بهكذا برنامج و تفضحها الذكريات الجميلة وكلمة وداع ، تقاطرت الكلمات من المحتفي بهم ومن زملاء عز عليهم فراقهم فكانت الكلمات ثناء و اطراء للجميع ، وكانت الاناشيد تعطي الاحساس الجميل ، احساس غمر الجميع أعطانا معني الاخاء والانتماء ، احساس كسر حاجز البقاء وسطر كلمات ( انكم دوماً معنا وفي القلب ) ، و جاءت كلمات المحتفى بهم أننا سنداُ وعضداً لكم جئنا إلي هذه المؤسسة حبا وصدق انتماء هكذا كانت كلمات شيخ المعاشيين الفاتح عبد الرؤوف إنابة عن قيادات قدمت الكثير للجزيرة واهلها وقال الفاتح إن العمل في الديوان يحتاج إخلاص النية وصدق الإنتماء و تكاتف و تعاضد الجميع مؤكداً أن الفترة اللاحقة أصعب من سابقتها و تحتاج لتكاتف و تخطيط سليم مثمناً ذلك الاحساس من أخوة لهم عبروا عن مشاعرهم بهذه الاحتفالية تجاه الذين قضوا عمرهم في خدمة البلاد والعباد فكان حقاً علي غيرهم اكرامهم فكانت تلك الصناديق التي تحفظ ماء وجه العامل بما تقدمه من دعم و مشروعات كاشفاُ عن برامج ستري النور قريبا مرحباُ بإنضمام كوكبة من خيرة العاملين عليها إلي جمعية المعاشيين التي تعمل علي توظيفها في خانات فريق المعاشين ليصعدوا به الي الدوري الممتاز و أكد عبد الرؤوف أن الزكاة محروسة بدعوات الصادقين من ابناء هذا الشعب مثمناً تضحيات ابناء الزكاة بولاية الجزيرة الذين ما زالوا يعملون حتي الآن بمحليات المناقل و ام القري وجنوب الجزيرة وغيرها من المواقع رغم نيران الحرب التي لم تنطفئ بعد مؤكداً علي قرب انتهائها داعيا الله أن ينصر الجيش و كل القوات النظامية .
حامد احمد حامد أمين الزكاة بولاية كسلا التي استضافة مكاتب الزكاة الجزيرة و سنار و الخرطوم و الأمانة العامة بكل أفرعها رحب بالحضور مؤكداُ علي وقفة العاملين عليها بالولايه وكل أهل الولاية مع العاملين والمواطنين الذين شردتهم الحرب وثمن دور ديوان الزكاة الجزيرة في هذه الاحتفالية الوفاء لأهل العطاء والتي كانت ذات ثمرة وكان أهل الجزيرة و العاملين عليها سباقين في هذه الاحتفائية و هذا البرنامج رغم ظروف الحرب وظروف الديوان مؤكداً دعمهم لجمعية المعاشين في اطار أن يجد المعاشين مشروعات نوعية تعينهم في بقية الحياة لانهم قدموا الغالي والنفيس منذ نشأة الديوان كاشفاً عن احتفالية في ولاية كسلا للذين ترجلوا من الولاية
وجاءت كلمات الأمين الأسبق لديوان الزكاة ولاية الجزيرة آدم بشر إبراهيم و الذي تم تكريمه مع أحد عشر كوكب من الذين ترجلوا هذا العام جاءت كلماته معبرة صادقة عن ما يحمله هؤلاء الذين ترجلوا لأخوانهم من شكر وثناء ، و اوصي آدم الذين هم علي العهد باقون بأن يعضوا علي الزكاة بالنواجز مؤكداً علي أنهم سيكونوا عونا لأخوانهم الذين هم من خلفهم و عوناً لأخوانهم من قدامي المعاشيين و سيعملون بجد وإخلاص حتي ينعم كل معاشي بحياة كريمة مثمناً دور الذين قاموا بهذا التكريم و هذا ليس بغريب علي أهل الجزيرة
عصام الدين موسي أمين الزكاة بالولايه قال أن هذا البرنامج يؤكد علي أن أهل الديوان لٌحمة واحدة وهذا تكريم ووفاء من أهل الجزيرة و العاملين عليها لكواكب ونجوم زواهر حلت بسماء الولاية و بديوان الزكاة بالولايه وافنت شبابها تضئ ليالي العتمة خدمة للفقراء و المحتاجين فكان لازماً علينا تكريمهم ، وكانوا قدوة للموظف المثالي في الزكاة وكل ضروب العمل وكان واجب علينا تكريم بعض من قيادات العمل الزكوى بالولاية الذين ترجلوا سابقاً فكانوا سباقين وبدريين بكل ما تحمل هذه الكلمات من معاني و أمتدح عصام انسان ولاية الجزيرة بصفة عامة و الديوان بصفة خاصة في تجسيد تلك المعاني و تلك الكلمات الطيبة في حق هؤلاء و إكرامهم رغم هذه الظروف الصعبة التي تمر بها ولاية الجزيرة التي قدمت كل الخير للسودان و الإنسان السوداني
محمد بابكر إبراهيم الأمين العام لديوان الزكاة المكلف أوضح أن الجزيرة تمثل سودان مصغر وقدمت الكثير لأهل السودان و أن ديوان الزكاة الجزيرة يمثل مبني و معني لإنسان الجزيرة و لكل محتاج و أن العاملين عليها بقيامهم بهذا الدور أكدوا أن الخير في أهل الجزيرة باقي رغم قساوة المحن موضحاُ الدور العظيم الذي قدمه كل العاملين بالزكاة في السودان لأهلهم ووقفة الديوان مع الذين ترجلوا تكريماً لما قدموه من تضحيات من أجل تثبيت دعائم هذا الركن الإسلامي في السودان و الذي اصبح منارة يحتذي بها في كل العالم